Nombre de visiteur

Visiteurs

mardi 24 mai 2011

متطوعي الهلال الأحمر التونسي في مهمة



نظرا لما تشهده الشقيقة ليبيا من اضطرابات داخلية، اضطر العديد من أفراد شعبها سواء الليبيون أو القادمون من بلدان أخرى إلى الرحيل و الاتجاه إلى الحدود الليبية التونسية و مرّ العديد منهم الآلاف و الآلاف فتضافرت جهود عديد المنظمات العالمية و الوطنية للحدّ من الكارثة و منها الهلال الأحمر التّونسي الذي قام بتجنيد متطوّعيه، منذ أواخر شهر فيفري 2011 إلى يومنا هذا، و بتكليفهم بعدة  مهام  في نقاط العبور و في مخيّمات اللاّجئين براس الجدير و الشوشة و الذهيبة  وكان من بين المتطوعين عدد كبير من الهيئة الجهوية ببنزرت الذين شدوا الرحال نحو الجنوب كلما استلزم الأمر و قد تم تكليف العديد منهم بمسؤوليات كبيرة و هامة و تم تكليف الآخرين بمهام مرتبطة بتنظيم  اللاجئين و السهر على راحتهم فقد توزع متطوعو الهلال الأحمر التونسي الهيئة الجهوية ببنزرت بين:
- العمل في المطبخ و المساعدة في إعداد و توزيع الطعام
- مساعدة اللاجئين للاتصال بعائلاتهم في بلدهم الأم
- السهر على تنظيم الإعانات و المساعدات
- السهر على توفير و إيصال مستلزمات كل لاجئ من مستلزمات معيشية
- إنشاء خلية إصغاء للإحاطة النفسية باللاجئين و المتطوعين
و قد برز متطوعو الهلال الأحمر التونسي الهيئة الجهوية ببنزرت كبقيّة متطوعي الهيئات الأخرى في هذه الأزمة و ساهموا بجهدهم الكبير في المساعدة، فنجدهم قد تقاسموا مهام مختلفة.
شكر كبير لكل شباب الهلال الأحمر التونسي.




(محمد علي عمري و سندة يحي)

jeudi 3 février 2011

خصوصيات العمل الإنساني في الأزمة الحالية

في خضم الأحداث الراهنة، يسعدني أن أوضح لمتطوعينا بعض النقاط الهامة التي تعترضنا منذ بداية الأحداث الحالية.
قلت في البداية أننا لا نستطيع الحديث عن كل الأنشطة التي نقوم بها أو الإعلان عنها مسبقا على الفايس بوك لأسباب أمنية. و الآن و بما أن الهلال الأحمر التونسي أصبح مستهدفا و بما أن أمن متطوعيه أصبح مهددا فإن الإعلان عن هذه الاعتبارات يبدو واجبا من نظري.
لنبدأ بتحليل الخصوصيات الأمنية الحالية. تونس لا تعرف اليوم حربا بالمفهوم الكلاسيكي للحروب و الاعتداءات الأمنية الحاصلة حاليا لا تشبه بالمرة ما حصل في تونس خلال حرب الجلاء أو النضال من أجل الاستقلال. لعلمكم فإن كل الجنود في الجيوش النظامية يقع تعليمهم اتفاقيات جنيف بما فيها احترام شعار الهلال الأحمر و الصليب الأحمر قبل تعليمهم إطلاق النار. بينما بدا لنا واضحا منذ البداية أن من يطلق النار حاليا يستهدف الأبرياء و العزل لزرع الخوف في قلوب الناس. و نحن نعلم أن قوات الأمن الداخلي و المدنيين من حاملي السلاح لا يقع تعليمهم اتفاقيات جنيف بما أن الهلال الأحمر و الصليب الأحمر ليس من المفترض أن يتدخلا خلال المشاكل الأمنية الداخلية. و هنا خفنا ليس فقط من أن يتعرض متطوعون للاستهداف لو تدخلوا كوسيلة لزرع المزيد من الخوف و البلبلة بل خفنا أن تقوم بعض العصابات التي تطلق النار بارتداء زي الهلال الأحمر التونسي أو ركوب سيارة الإسعاف للهلال الأحمر التونسي و استغلالها للإعتداء على الناس خاصة بعد القبض على مسلحين يستعملون سيارات إسعاف .

و خلال هذه الفترة عانيت كمسؤول في الهلال الأحمر التونسي من قلة معرفة بعض المتطوعين باتفاقيات جنيف و بالقانون الدولي الإنساني. و كان علينا أن نواجه مخاطر خارجية نجهل حجمها و مدى امتدادها و مخاطر داخلية تتمثل في محاولة بعض الأطراف الجز بالهلال الأحمر في فخ الإنحياز و مخالفة مبادئه الأساسية أو تعريض حياة متطوعيه للخطر دون أية ضمانات وهو ما من شأنه إفقاد ثقة الناس فيه.
تصوروا أن عملية التبرع بالدم رغم بساطتها أصبحت مسألة معقدة في تلك الفترة. فحضر التجول و خوف الناس من الخروج من منازلهم جعل حجم التبرع في الفترة الأخيرة ينخفض بشكل كبير خاصة أن هناك العديد من المرضى و خاصة الأطفال المصابين بسرطان الدم في حاجة دائمة و ماسة للدم. فكان واجبا على الهلال الأحمر التونسي أن يتدخل بحشد المتبرعين من بين متطوعيه أو من المواطنين العاديين.و إن كانت العملية مأمونة بعض الشيء في تونس العاصمة نظرا لكون بنك الدم موجود في مركز مستقل، فإن الوضع في المستشفى الجهوي ببنزرت مختلف بعض الشيء نظرا لكون البنك و قسم الإستعجالي و الأقسام الإستشفائية موجودين في نفس البناء. فحصل أن تقدم بعض الأشخاص للبوابة الأمنية بصفتهم متبرعين بالدم بينما هم في الحقيقة كانوا يحاولون الإعتداء على المرضى في المستشفى. و وقع الإمساك بهم . و قام الهلال الأحمر بالتنسيق مع الجيش الوطني و إدارة المستشفى بوضع خطة لضمان كون المتقدمين للتبرع بالدم ليسوا من المعتدين. و لم نتمكن من الإعلان عن هذه الإجراءات في ذلك الوقت لخشيتنا أن يقوم المعتدون بتجاوز الإجراءات الأمنية التي قمنا بها و الإعتداء علينا أو على المرضى.
من جهة أخرى حاولنا قدر الإمكان عدم الإعلان عن مكان نشاطنا حتى لا يقع الهجوم عليه و حرص متطوعونا على عدم ارتداء زي الهلال الأحمر في الشارع حتى لا يقع الإعتداء عليهم سواء للإرهاب أو لافتكاك زيهم.
الآن وقع الإعتداء علينا و على مقراتنا رغم كل الإحتياطات و ذلك لإصرار أطراف نعرفها و أخرى نجهلها على الجز بالهلال الأحمر في متاهات العنف سواء بإصدار الإشاعات الخاطئة أو أحيانا إنتحال صفة بعض المسؤولين في الجمعية لتقديم تصريحات تبدو بريئة في خارجها لكنها مبطنة بنوايا سيئة في داخلها.
لذا أرجو من متطوعينا الانضباط في هذه المرحلة و الالتزام بالهدوء و العمل بصمت و سرية و عدم بث الفرقة أو زعزعة ثقة المواطنين في الهلال الأحمر لأن حياة متطوعين يعملون بجد في الخفاء هي الآن في المحك.
ما يقوم به الهلال الأحمر التونسي في الجهات في ظل غياب بقية أركان المجتمع المدني لخوفهم على ممتلكاتهم أو حياتهم مجهود جبار. وكما قال أحد المتطوعين نحن الآن نسير على أرض مفروشة بالبيض يمكن لأي حركة خاطئة أن توقعنا و تحطمنا. فلتكن ثقتكم في جمعيتكم كبيرة و ساعدونا بعملكم الصامت و التزامكم. و ليكن حديثنا و نقاشنا بعد أن تهدأ الأوضاع.
و أنا كلي ثقة في إنسانيتكم و في حبكم لهذه الجمعية و ولائكم لوطنكم تونس.

mercredi 2 février 2011

عندما يصبح الهلال الأحمر خطرا على حامليه



الهلال الأحمر التونسي جمعية انسانية إسعافية تطوعية تسعى لمساعدة الفئات الأشد ضعفا بتعبئة قوة الإنسانية.

من مبادئها الأساسية الحياد خلال النزاعات السياسية و العسكرية حيث أنه يبقى دائما خارجها و لا يصدر أحكاما أو مواقف تجاه أي طرف. كذلك يحتل مبدأ عدم الإنحياز موقعا هاما حيث أنه لا يفرق بين الناس حسب لونهم أو لغتهم أو معتقداتهم أو جهتهم أو أي شيء آخر. وهو بهذا يقدم دعمه للفئات الأشد ضعفا و الأكثر احتياجا. أخيرا تمثل الإستقلالية مبدأ عمليا هاما حيث أن جمعية الهلال الأحمر التونسي مستقلة في قراراتها و طرق تصرفها في المساعدات و لا تخضع لضغوطات أي طرف كان.

أغلب العاملين في الهلال الأحمر التونسي هم من الشباب المتطوع أي أنهم لا يتقاضون أجرا مقابل نشاطهم. و فيهم من هو عاطل عن العمل و فيهم من يعيش وضعيات إنسانية صعبة. و يعمل المتطوعون صباحا مساء في ظروف صعبة حتى خلال إطلاق النار أو أحداث العنف الحالية وهم يتنازلون عن احتياجاتهم الأساسية مقابل مشاهدة البسمة على وجوه المستضعفين.

و من المفترض تبعا لطبيعة عمل هذه الجمعية الإنسانية أن تحظى باحترام المجتمع و بمساعدته و دعمه حتى تتمكن من تحقيق هدفها الأسمى ألا وهو حماية كرامة الإنسان.

و لكن يروعنا هذه الأيام أن نشاهد مقرات الهلال الأحمر التونسي البسيطة و المتواضعة تشهد هجوم الناس عليها و اعتداءهم أحيانا حتى على العاملين بها. فمقر الهيئة الجهوية بتونس تعرض للخلع و النهب، و مقر الهيئة الجهوية بأريانة وقع استعماره من قبل مجموعة من الشباب يرفضون مغادرته. ومقر الهيئة الجهوية ببنزرت تعرض للخلع و المتطوعون موجودون بداخله ثم قام مجموعة من الشباب في حالة سكر واضحة بتهديد المتطوعات و المتطوعين بالإعتداء بالعنف دون الحديث عن الألفاظ النابية التي يقع التلفظ بها في وجوههم أو الإتهامات المجانية الموجهة لهم.

تصوروا أن من المواطنين من يأتي للهلال الأحمر التونسي طالبا مساعدته في بناء طابق ثان للمنزل أو طالبة مساعدتها في تزويج إبنتها أو من أتت لإصلاح ثلاجتها. و هناك من أتى طالبا من الهلال الأحمر أن يدفع له تعويضا جراء الأضرار النفسية التي لحقت إبنته لأنها سمعت صوت إطلاق النار. وهناك من الناس من يأتي في سيارته و يقترح علينا أن نضع مساعدات غذائية فيها لأنه محتاج.

و بما أنن جمعية الهلال الأحمر لا تقدم المساعدات الغذائية إلا للفئات الأكثر إحتياجا بناء على تقييم دقيق و شفاف، فإننا وجدنا أن أغلب الناس الذين جاؤوا طلبا للمساعدة هم من ميسوري الحال وهو ما عطل عملية الحصول على المساعدات و جعل عملنا التقييمي أكثر صعوبة.

كما اكتشفنا أن بعض الفئات تقوم بتشويه حالة المنزل و إخفاء مقتنياتهم الثمينة و أحيانا يغيرون عنوانهم حتى يغالطوا من جاؤوا لتقييم حالتهم.

من جهة أخرى وجدنا أن هناك أفرادا يقومون بإخراج إشاعات خاطئة لتعطيل عمل الجمعية بتهديد أمن متطوعيها.

كل هذه العوامل جعلت من حمل شارة الهلال الأحمر خطرا على متطوعيه و على مقراته. وهو ما يجعلنا نحرص على العمل في الخفاء حتى يمكننا تقديم المساعدة لمن يحتاجها دون تعريض أمن متطوعينا للخطر.

كما نعول على تفهم وسائل الإعلام و الجهات المانحة للوضع الإنساني الحالي و ثقتهم في شفافيتنا و حسن عملنا.

حافظ بن ميلاد

jeudi 20 janvier 2011

Protéger la dignité humaine





Depuis plus d'un mois, la Tunisie passe par une suite d'événements consécutifs qui ont modifié le paysage humanitaire du pays.
Le Croissant Rouge Tunisien, organisation phare dans ce secteur, et garante du respect de la dignité humaine, a mis le paquet afin de répondre aux besoins de la communauté locale.
La situation humanitaire est très particulière par le caractère labile de la sécurité, l'instabilité de la situation politique, l'absence de vis à vis à l'échelle régionale et locale, l'éclipse quasi totale de la société civile, le climat de doute et de méfiance, et surtout l'explosion incontrôlée des libertés. Tous ces différents éléments auxquels s'ajoutent les capacités modestes du CRT, ont rendu le travail humanitaire assez difficile et contraignant.
A Bizerte, le comité régional a mis en place une cellule de crise dés le 13 Janvier afin de coordonner le travail de réhabilitation au niveau des deux délégations les plus touchées: Bizerte Nord et Menzel Bourguiba.
Les actions mises en œuvre se projetaient sur 3 axes principaux: Soutenir les structures de santé durant la phase aigue; recruter des volontaires, les former et les orienter; et finalement soutenir la réhabilitation et la reconstruction de la région.
Ainsi, le comité de Bizerte a réussi à recruter 184 donneurs de sang en réponse à l'augmentation des besoins du 14 au 18/01/2011. L’opération de collecte des dons a été arrêtée lorsque l'hôpital nous l'a demandé. De plus, nous avons assuré le soutien psychologique à la population locale dés le début du couvre feu. Cette opération de soutien psychologique s'est déroulée en ligne sur facebook et dans le local du CRT (plus que 600 personnes assistées de 20h à 02h du matin le 14/01/2011).
D'autre part, nous avons recruté 160 nouveaux volontaires pour lesquels nous avons préparé un module spécial pour les intégrer rapidement au CRT et garantir leur aptitude à aider la communauté.
Parallèlement à cela, nous avons entamé l'évaluation des besoins de la communauté locale qui dépasseront de loin nos capacités. L'absence d’une structure d'encadrement et de soutien opérationnelle au niveau régional qui implique et coordonne les différents intervenants a mis le CRT en première ligne.
Notre manque de moyens matériels et le cadre de travail trop étroit menacent de rendre notre travail trop difficile.

Ainsi nous profitons de cette occasion pour demander aux autorités locales et à la société civile de faciliter la tache du CRT et de le soutenir dans ses efforts de réhabilitation du pays car cette responsabilité incombe à tout le monde.

Par Hafedh Ben Miled

حماية كرامة الإنسان

تمر البلاد التونسية منذ أكثر من شهر بجملة من الأحداث المتتالية التي غيرت المشهد الإنساني بها.

و نظرا لكون الهلال الأحمر التونسي أحد الجمعيات الهامة في هذا الميدان باعتبار رؤيته المتمثلة في إنقاذ الحياة و تغيير العقليات، فإنه جند كل طاقاته للاستجابة للاحتياجات المحلية.

الوضع الإنساني في تونس متميز بخصوصيات عديدة: عدم استقرار الوضع الأمني و السياسي، غياب مرجعية سلطوية على المستويات الجهوية و المحلية، الغياب الشبه كلي للمجتمع المدني، مناخ الشك و عدم الثقة و خاصة انفجار الحريات. كل هذه العوامل التي تضاف إليها محدودية القدرات الذاتية للجمعية جعلت من العمل الإنساني صعبا و شاقا.

منذ يوم 13 يناير، كونت الهيئة الجهوية بجهة بنزرت خلية أزمة لتنسيق مخطط العمل على مستوى المحليتين الأكثر تضررا بالأحداث الأخيرة: منزل بورقيبة و بنزرت الشمالية.

تركزت الأنشطة المنجزة حول 3 حاور أساسية: دعم الهياكل الصحية خلال المرحلة الأولى، استقطاب المتطوعين، تكوينهم و توجيههم، و أخيرا دعم مجهودات التأهيل و إعادة البناء بالجهة.

و في هذا المجال، تمكنت الهيئة من تعبئة 184 متبرعا بالدم استجابة لتزايد الإحتياجات بين 14/01 و 18/01. و وقع إيقاف عمليات التبرع بالدم بناء على طلب بنك الدم الذي أعلن تحقيقه الكفاية. من جهة أخرى قمنا بالدعم النفسي للمجتمع المحلي منذ بداية حظر التجول. عملية الدعم النفسي كانت على الأنترنات من خلال الموقع الإجتماعي فايسبوك (حيث تمكنا من مساعدة أكثر من 600 شخص في ليلة الرابع عشرة) و أيظا في مقر الهلال الأحمر التونسي.

من جهة أخرى قمنا باستقطاب 160 متطوعا جديدا أعددنا لهم برنامجا تكوينيا خاصا لإدماجهم بسرعة في المنظمة و لضمان حسن مساعدتهم للمجتمع المحلي.

بالتوازي مع هذا، شرعنا في تقييم احتياجات المجتمع المحلي و مواطن ضعفه و التي ستتجاوز على ما يبدو قدراتنا الذاتية. غياب مؤسسة حكومية تهتم بالتنسيق الفعلى و الجيد بين كافة الأطراف المعنية وضع الهلال الأحمر التونسي في الخط الأول في تعامله مع المواطنين.

من جهة أخرى فإن نقص الموارد المادية و صغر مساحة مكان النشاط يجعلان نشاطنا أكثر صعوبة.

و لذا نغتنم الفرصة لكي نطلب من السلطات المحلية و الجهوية و من المجتمع المدني أن تيسر نشاطنا و أن تدعمنا في مجال عملنا و خاصة إعادة بناء الوطن نظرا لكونها مسؤولية الجميع.

حافظ بن ميلاد